شعبان ابو شنب
يسعدنى تشريفكم لنا بالموقع ونرحب بكم ونتمنى ان تشاركونا النجاح
يسعدنا التسجيل بالموقع
ويسرنا استقبال مساهماتكم
شعبان ابو شنب
يسعدنى تشريفكم لنا بالموقع ونرحب بكم ونتمنى ان تشاركونا النجاح
يسعدنا التسجيل بالموقع
ويسرنا استقبال مساهماتكم
شعبان ابو شنب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شعبان ابو شنب

اجتماعى ..اسلامى...تعليمى ..ثقافى .جودة..بيئة..
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 اسباب احباط الاعمال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 81
تاريخ التسجيل : 14/03/2013

اسباب احباط الاعمال  Empty
مُساهمةموضوع: اسباب احباط الاعمال    اسباب احباط الاعمال  Icon_minitime1الأربعاء مارس 27, 2013 12:17 pm

أسباب حبوط الأعمال في القرآن الكريم:




أولاً :كراهة ما أنزل الله

قال تعالى : "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ
فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ"[محمد:9
].
وهو تصوير لما يعتمل في قلوبهم ويختلج في نفوسهم من الكراهية لما أنزل
الله من قرآن وشريعة ومنهج واتجاه . وهذا هو الذي يدفع بهم إلى الكفر والعناد
والخصومة وهي حالة كثير من النفوس الفاسدة التي تكره بطبعها ذلك النهج السليم
القويم , وتصادمه من داخلها , بحكم مغايرة طبيعتها لطبيعته . وكان جزاء هذه
الكراهية لما أنزل الله , أن أحبط الله أعمالهم .
" ! (1).

ثانياً : اتباع ما أسخط الله

قال تعالى : "ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ
اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ" [محمد:28
].
"
فهم الذين أرادوا لأنفسهم هذا المصير واختاروه . هم الذين عمدوا إلى
ما أسخط الله من نفاق ومعصية وتآمر مع أعداء الله وأعداء دينه ورسوله فاتبعوه .
وهم الذين كرهوا رضوان الله فلم يعملوا له , بل عملوا ما يسخط الله ويغضبه .
.فأحبط أعمالهم ..التي كانوا يعجبون بها ويتعاجبون ; ويحسبونها مهارة وبراعة وهم
يتآمرون على المؤمنين ويكيدون . فإذا بهذه الأعمال تتضخم وتنتفخ . ثم تهلك وتضيع
! "(3).

ثالثاً : اتباع أهل الضلال من أهل الكتاب

قال تعالى: "كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ
مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا فَاسْتَمْتَعُواْ
بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن
قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ
أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ"
[التوبة:69
].


وعن ابن عباس في قوله كالذين من قبلكم الآية قال : " ما أشبه
الليلة بالبارحة" كالذين من قبلكم" هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم لا أعلم
إلا أنه قال والذي نفسي بيده لتتبعنهم حتى لو دخل الرجل منهم جحر ضب لدخلتموه
".
"
أولئك حبطت أعمالهم أي بطلت مساعيهم فلا ثواب لهم عليها لأنها فاسدة
في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون لأنهم لم يحصل لهم عليها ثواب
".
رابعاً : الكفر و الصد عن سبيل الله و مشاقة الرسول –صلى
الله عليه وسلم
-

و قال تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ
اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن
يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ" [محمد:32
].
قال ابن كثير – رحمه الله - :" يخبر تعالى عمن كفر وصد عن سبيل
الله وخالف الرسول وشاقه, وارتد عن الإيمان من بعد ما تبين له الهدى أنه لن يضر
الله شيئاً, وإنما يضر نفسه ويخسرها يوم معادها, وسيحبط الله عمله فلا يثيبه على
سالف ما تقدم من عمله الذي عقبه بردته مثقال بعوضة من خير, بل يحبطه ويمحقه
بالكلية كما أن الحسنات يذهبن السيئات
"(4).

و قال سيد قطب – رحمه الله - :" إنه قرار من الله مؤكد , ووعد
منه واقع: أن الذين كفروا , ووقفوا في وجه الحق أن يُبَلغ إلى الناس ; وصدوا الناس
عنه بالقوة أو المال أو الخداع أو أية وسيلة من الوسائل , وشاقوا الرسول- صلى الله
عليه وسلم- في حياته بإعلان الحرب عليه , والمخالفة عن طريقه , والوقوف في غير صفه
. أو بعد وفاته بمحاربة دينه وشريعته ومنهجه والمتبعين لسنته والقائمين على دعوته
. وذلك (من بعد ما تبين لهم الهدى). . وعرفوا أنه الحق ; ولكنهم اتبعوا الهوى ,
وجمح بهم العناد وأعماهم الغرض , وقادتهم المصلحة العاجلة
.


خامساً : سوء الأدب مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم -

قال تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا
أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ
كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا
تَشْعُرُونَ" [الحجرات:2
].
قال ابن عاشور :" ظاهر الآية التحذير من حبط جميع الأعمال لأن
الجمع المضاف من صيغ العموم ولا يكون حبط جميع الأعمال إلا في حالة الكفر لأن من
الأعمال الإيمان فمعنى الآية: أن عدم الاحتراز من سوء الأدب مع النبي- صلى الله
عليه وسلم- بعد هذا النهي قد يفضي بفاعله إلى إثم عظيم يأتي على عظيم من صالحاته
أو يفضي به إلى الكفر
.
قال ابن عطية: أي يكون ذلك سبباً إلى الوحشة في نفوسكم فلا تزال
معتقداتكم تتدرج القهقرى حتى يؤول ذلك إلى الكفر فحبط الأعمال
.
ونوه الله بتقواهم , وغضهم أصواتهم عند رسول الله – صلى الله عليه
وسلم- في تعبير عجيب
:
"
إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله , أولئك الذين امتحن الله
قلوبهم للتقوى . لهم مغفرة وأجر عظيم
".
فالتقوى هبة عظيمة , يختار الله لها القلوب , بعد امتحان واختبار ,
وبعد تخليص وتمحيص , فلا يضعها في قلب إلا وقد تهيأ لها , وقد ثبت أنه يستحقها .
والذين يغضون أصواتهم عند رسول الله قد اختبر الله قلوبهم وهيأها لتلقي تلك الهبة
. هبة التقوى . وقد كتب لهم معها وبها المغفرة والأجر العظيم
.
إنه الترغيب العميق , بعد التحذير المخيف . بها يربي الله قلوب عباده
المختارين ويعدها للأمر العظيم . الذي نهض به الصدر الأول على هدى من هذه التربية
ونور
.

وعرف علماء هذه الأمة وقالوا:إنه يكره رفع الصوت عند قبره – صلى الله
عليه وسلم- كما كان يكره في حياته – صلى الله عليه وسلم- احتراماً له في كل حال
.
سادساً :الردة

قال تعالى : "وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ
وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" [البقرة:217
].
قال القرطبي- رحمه الله - :" استظهر علماؤنا بقوله تعالى:
"لئن أشركت ليحبطن عملك" [الزمر:65
]:
قالوا: وهو خطاب للنبي- صلى الله عليه وسلم - والمراد أمته; لأنه –
عليه السلام - يستحيل منه الردة شرعاً
.
و قال أصحاب الشافعي: بل هو خطاب للنبي –صلى الله عليه وسلم - على
طريق التغليظ على الأمة, وبيان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - على شرف منزلته لو
أشرك لحبط عمله; فكيف أنتم! لكنه لا يشرك لفضل مرتبته
.
وقال علماؤنا: إنما ذكر الله الموافاة شرطاً ها هنا لأنه علق عليها
الخلود في النار جزاء; فمن وافى على الكفر خلده الله في النار بهذه الآية, ومن
أشرك حبط عمله بالآية الأخرى
.
.
إن القلب الذي يذوق الإسلام ويعرفه , لا يمكن أن يرتد عنه ارتداداً
حقيقيا أبداً . إلا إذا فسد فساداً لا صلاح له . وهذا أمر غير التقية من الأذى
البالغ الذي يتجاوز الطاقة . فالله رحيم . رخص للمسلم - حين يتجاوز العذاب طاقته -
أن يقي نفسه بالتظاهر , مع بقاء قلبه ثابتا على الإسلام مطمئنا بالإيمان . ولكنه لم
يرخص له في الكفر الحقيقي , وفي الارتداد الحقيقي , بحيث يموت وهو كافر . .
والعياذ بالله

. .
وهذا التحذير من الله قائم إلى آخر الزمان . . ليس لمسلم عذر في أن
يخنع للعذاب والفتنة فيترك دينه ويقينه , ويرتد عن إيمانه وإسلامه , ويرجع عن الحق
الذي ذاقه وعرفه . . وهناك المجاهدة والمجالدة والصبر والثبات حتى يأذن الله .
والله لا يترك عباده الذين يؤمنون به , ويصبرون على الأذى في سبيله . فهو معوضهم
خيراً:إحدى الحسنيين:النصر أو الشهادة
"(11).

سابعاً : الكفر بآيات الله و قتل النبيين و الذين يأمرون
الناس بالقسط


قال تعالى : "إن الذين يكفرون بآيات الله , ويقتلون النبيين بغير
حق , ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس , فبشرهم بعذاب أليم . أُولَـئِكَ
الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن
نَّاصِرِينَ" [آل عمران:22
].
قال الطبري – رحمه الله - :" أي يجحدون حجج الله وأعلامه
فـيكذّبون بها. وأما قوله: "وَيَقْتُلُوُنَ النّبِـيّـينَ بِغَيْرِ
حَقّ"، فإنه يعنـي بذلك أنهم كانوا يقتلون رسل الله الذين كانوا يرسلون
إلـيهم بـالنهي عما يأتون من معاصي الله, وركوب ما كانوا يركبونه من الأمور التـي
قد تقدم الله إلـيهم فـي كتبهم بـالزجر عنها, نـحو زكريا وابنه يحيـى وما أشبههما
من أنبـياء الله
.


"
فهذا هو المصير المحتوم:عذاب أليم . لا يحدده بالدنيا أو بالآخرة .
فهو متوقع هنا وهناك . وبطلان لأعمالهم في الدنيا والآخرة في تعبير مصور.. وهكذا
أعمال هؤلاء قد تنتفخ وتتضخم في الأعين . ولكنه الانتفاخ المؤدي إلى البطلان
والهلاك ! حيث لا ينصرهم ناصر ولا يدفع عنهم حام
! (14).

ثامناً :النفاق

قال تعالى : "أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ
رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى
عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ
حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ
أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا" [الأحزاب:19
].
"
إن الله وصف هؤلاء الـمنافقـين بـالـجبن والشّحّ, ولـم يخصُص وصفهم من
معانـي الشحّ, بـمعنى دون معنى, فهم كما وصفهم الله به أشحة علـى الـمؤمنـين
بـالغنـيـمة والـخير والنفقة فـي سبـيـل الله, علـى أهل مسكنة الـمسلـمين
.
عن قتادة : فإذَا ذَهَبَ الـخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بألْسِنَةٍ حِدادٍ أما
عند الغنـيـمة, فأشحّ قوم, وأسوأ مُقاسَمَة: أعطُونا أعطُونا, فإنا قد شِهدنا
معكم. وأما عند البأس فأجبن قوم, وأخذله للـحقّ
.
وقوله: لَـمْ يُؤْمنُوا فأحُبَطَ اللّهُ أعمالَهُمْ يقول تعالـى ذكره:
هؤلاء الذين وصفتُ لك صفتهم فـي هذه الآيات, لـم يصدّقوا الله ورسوله, ولكنهم أهل
كفر ونِفـاق. فأحبط الله أعمالهم يقول: فأذهب الله أجورَ أعمالهم وأبطلَها. وذُكر
أن الذي وُصِفَ بهذه الصفة كان بَدْريّا, فأحبط الله عمله
"(15).

"
فهذه هي العلة الأولى . العلة أن قلوبهم لم تخالطها بشاشة الإيمان ,
ولم تهتد بنوره , ولم تسلك منهجه . (فأحبط الله أعمالهم). . ولم ينجحوا لأن عنصر
النجاح الأصيل ليس هناك
" (16).

و قال تعالى "وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ
أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ
أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ"[المائدة:53
].
قال الطبري – رحمه الله - : " يقول الـمؤمنون: أهؤلاء الذين
حلفوا لنا بـالله جهد أيـمانهم كذبـا إنهم لـمعنا. يقول الله تعالـى ذكره مخبرا عن
حالهم عنده بنفـاقهم وخبث أعمالهم: حَبِطَتْ أعمالُهُمْ يقول: ذهبت أعمالهم التـي
عملوها فـي الدنـيا بـاطلاً لا ثواب لها ولا أجر, لأنهم عملوها علـى غير يقـين
منهم بأنها علـيهم لله فرض واجب ولا علـى صحة إيـمان بـالله ورسوله, وإنـما كانوا
يعملونها لـيدفعوا الـمؤمنـين بها عن أنفسهم وأموالهم وذراريهم, فأحبط الله أجرها
إذ لـم تكن له فأصْبَحُوا خَاسِرينَ
.

تاسعاً :التكذيب بآيات الله و لقاء الآخرة

قال تعالى "وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَاء
الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ
يَعْمَلُونَ" [الأعراف:147
].
"
وإن الإنسان ليصادف هذا الصنف من الخلق بوصفه هذا وسمته وملامحه ,
فيرى كأنما يتجنب الرشد ويتبع الغي دون جهد منه , ودون تفكير ولا تدبير ! فهو يعمى
عن طريق الرشد ويتجنبه , وينشرح لطريق الغي ويتبعه ! وهو في الوقت ذاته مصروف عن
آيات الله لا يراها ولا يتدبرها ولا تلتقط أجهزته إيحاءاتها وإيقاعاتها !


ولكن كيف
تُحبط هذه الأعمال
?
"
من ناحية الاعتقاد: نحن نؤمن بصدق
وعيد الله لا محالة , أياً كانت الظواهر التي تخالف هذه العاقبة المحتومة . فحيثما
كذب أحد بآيات الله ولقائه في الآخرة حبط عمله وبطل , وهلك في النهاية وذهب كأن لم
يكن
.
ومن ناحية النظر: نحن نجد السبب واضحاً في حياة البشر . . إن الذي
يكذب بآيات الله المبثوثة في صفحات هذا الكون المنشور , أو آياته المصاحبة
للرسالات , أو التي يحملها الرسل ; ويكذب تبعاً لهذا بلقاء الله في اليوم الآخر .
. إن هذا الكائن المسيخ روح ضالة شاردة عن طبيعة هذا الكون المؤمن المسلم ونواميسه
. . لا تربطه بهذا الكون رابطة . وهو منقطع عن دوافع الحركة الصادقة الموصولة
بغاية الوجود واتجاهه . وكل عمل يصدر عن مثل هذا المسخ المقطوع هو عمل حابط ضائع ,
ولو بدا أنه قائم وناجح . لأنه لا ينبعث عن البواعث الأصيلة العميقة في بنية هذا
الوجود ; ولا يتجه إلى الغاية الكبيرة التي يتجه إليها الكون كله . شأنه شأن
الجدول الذي ينقطع عن النبع الأول ; فمآله إلى الجفاف والضياع في يوم قريب أو بعيد
!
والذين لا يرون العلاقة الوثيقة بين تلك القيم الإيمانية وحركة
التاريخ الإنساني ; والذين يغفلون عن قدر الله الذي يجري بعاقبة الذين يتنكرون
لهذه القيم . . هؤلاء إنما هم الغافلون الذين أعلن الله - سبحانه - عن مشيئته في
أمرهم , بصرفهم عن رؤية آياته , وتدبر سننه . . وقدر الله يتربص بهم وهم عنه
غافلون
.
.
والذين يخدعهم ما يرونه في الأمد القصير المحدود , من فلاح بعض الذين
يغفلون عن تلك القيم الإيمانية ونجاحهم ; إنما يخدعهم الانتفاخ الذي يصيب الدابة
وقد رعت النبت السام ; فيحسبونه شحماً وسمنة وعافية وصحة . . والهلاك يترصدها بعد
الانتفاخ والحبوط

! "
(20).

عاشراً: إرادة الحياة الدنيا و زينتها

قال تعالى "مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدّنْيَا وَزِينَتَهَا
نُوَفّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ *
أُوْلَـَئِكَ الّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الاَخِرَةِ إِلاّ النّارُ وَحَبِطَ مَا
صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"[هود:16-17
].
قال ابن كثير – رحمه الله - :" عن ابن عباس في هذه الآية: إن أهل
الرياء يعطون بحسناتهم في الدنيا وذلك أنهم لا يظلمون نقيراً يقول من عمل صالحاً
التماس الدنيا صوماً أو صلاة أو تهجداً بالليل لا يعمله إلا التماس الدنيا يقول
الله تعالى: أوفيه الذي التمس في الدنيا من المثابة وحبط عمله الذي كان يعمله
لالتماس الدنيا وهو في الآخرة من الخاسرين
".
.
"
إن للجهد في هذه الأرض ثمرته . سواء تطلع صاحبه إلى أفق أعلى أو توجه
به إلى منافعه القريبة وذاته المحدودة . فمن كان يريد الحياة الدنيا وزينتها فعمل
لها وحدها , فإنه يلقى نتيجة عمله في هذه الدنيا ; ويتمتع بها كما يريد - في أجل
محدود - ولكن ليس له في الآخرة إلا النار , لأنه لم يقدم للآخرة شيئاً , ولم يحسب
لها حساباً , فكل عمل الدنيا يلقاه في الدنيا . ولكنه باطل في الآخرة لا يقام له
فيها وزن ولكن التسليم بهذه السنة ونتائجها لا يجوز أن ينسينا أن هؤلاء كان يمكن
أن يعملوا نفس ما عملوه - ونفوسهم تتطلع للآخرة وتراقب الله في الكسب والمتاع -
فينالوا زينة الحياة الدنيا لا يبخسون منها شيئاً , وينالوا كذلك متاع الحياة
الأخرى
"(25)
.
"
إن العمل للحياة الأخرى لا يقف في سبيل العمل للحياة الدنيا . بل إنه
هو هو مع الاتجاه إلى الله فيه . ومراقبة الله في العمل لا تقلل من مقداره ولا
تنقص من آثاره ; بل تزيد وتبارك الجهد والثمر , وتجعل الكسب طيباً والمتاع به
طيباً , ثم تضيف إلى متاع الدنيا متاع الآخرة . إلا أن يكون الغرض من متاع الدنيا
هو الشهوات الحرام . وهذه مردية لا في الأخرى فحسب , بل كذلك في الدنيا ولو بعد
حين . وهي ظاهرة في حياة الأمم وفي حياة الأفراد . وعبر التاريخ شاهدة على مصير كل
أمة اتبعت الشهوات على مدار القرون
"(26).

حادي عشر :الشرك :

قال تعالى : "مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ
مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ
أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ" [التوبة:17
].
فأعمالهم باطلة،و فاسدة أصلاً ، ومنها عمارة بيت الله التي لا تقوم
إلا على قاعدة من توحيد الله
.
إن العبادة تعبير عن العقيدة ; فإذا لم تصح العقيدة لم تصح العبادة ;
وأداء الشعائر وعمارة المساجد ليست بشيء ما لم تعمر القلوب بالاعتقاد الإيماني
الصحيح , وبالعمل الواقع الصريح , وبالتجرد لله في العمل والعبادة على السواء
" (27).

وقال تعالى : "وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِين" [الزمر:65
].
والله يقول للرسول صلى الله عليه وسلم : إن الله قد أوحى إليك كما
أوحى إلى النبيين من قبلك أن الشرك يحبط العمل ويفسده، ويئول فى النهاية إلى
الخسران الأكبر فى الآخرة بدخول النار والعياذ بالله
.
و قال تعالى : "وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ
فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا" [الفرقان:23
].
"
هذا يوم القيامة حين يحاسب الله العباد على ما عملوه من الخير والشر
فأخبر أنه لا يحصل لهؤلاء المشركين من الأعمال التي ظنوا أنها منجاة لهم شيء وذلك
لأنها فقدت الشرط الشرعي
:
إما الإخلاص فيها.
وإما المتابعة لشرع الله .
فكل عمل لا يكون خالصاً وعلى الشريعة المرضية فهو باطل فأعمال الكفار
لا تخلو من واحد من هذين وقد تجمعهما معا فتكون أبعد من القبول حينئذ
.
ولهذا قال تعالى: "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء
منثوراً
".




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shaban.7olm.org
 
اسباب احباط الاعمال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» احباط الاعمال فى السنة
» من فضائل الاعمال
» من فضائل الاعمال
» من فضائل الاعمال (الايمان )
» من شرائح لافضل الاعمال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شعبان ابو شنب :: الثقافة العامة-
انتقل الى: